تزعم اسطورة اغريقية أن اسم قورينا جاء من اسم حورية صينية شاهدها ابولو وهي تقتل أسداً بيديها فأثارت اعجابه ووقع اسيراً لهواها. وحار ابولو في أمره، فأشار عليه كنتاوروس ونصحه بالزواج منها ولكن ليس فوق أي أرض وانما ليبيا. فما كان من ابولو الا أن حملها وجاء بها الى موقع قورينا حيث تم الزواج لتنجب منه "ارستايوس" الذي أصبح فيما بعد أحد الأبطال المحليين، وحامياً للزراعة ومهتماً بتربية النحل. الا أنه هناك فريقاً يشتغل بتاريخ الاسماء والتعاريف وليس الاساطير..يرى أن اسم شحات ان هو الا تحريف لاسم "سيرين". وهناك فريق ثالث يزعم-مستنتجاً- أن منطقة قرنا "قورينة" كانت شحيحة المياه اذا ما قورنت بما يجاورها من أماكن، وفي حال كهذا يسمى البئر اذا ما خفت ماؤه "شاح" ومن هنا اطلق النعت على مجموعة من الآبار الشحيحة بالمياه فسميت "شاحات" ثم تداولها الناس اسما للمنطقة وكتبت "شحات".عرفت شحات في القدم باسم قورينا وهي اشهر مدينة في اتحاد المدن الخمس البرقية "بنتابوليس" أسسها المهاجرون اليونانيون القادمون من جزيرة "نيرا" المعروفة اليوم باسم "سانتورين" وكان ذلك عام 631 ق.م. ولم يقم المهاجرون مستوطنة وانما مملكة ازدهرت بالعلوم والفلسفة وكان من أبنائها كاليماخوس، وكارتياديس وأرسيتوس وبلغت اوج ازدهارها في القرن الرابع قبل الميلاد.ان موقع المدينة يذكر المستوطنين اليونانيين بموقع "دلفي" في منطقة "ايتوليا" الجبلية في اليونان حيث يقوم هناك معبد ابولو وكهنته. اذ كان قدماء اليونانيون يقصدونه لتلقي التنبؤات فيما يقدمون عليه من امور وأعمال الأمر الذي جعل المهاجرين يفكرون بدلفي أخرى في قورينا يقيمون فيها معبداً لأبولو، وكان لهم ذلك في واحد من اهم المواقع واجملها عند منبع للحياة.ويلاحظ الزائر أن المدينة تنقسم الى قسمين اثنين. الأول ويضم الساحة المقدسة لمعبد ابولو والثاني يشغل الهضبة المجاورة لها والتي تضم المباني العامة في المركز الرئيسي للمدينة وبعض دور السكن والمتاجر اليونانية الممتدة صوب الشمال وقد اختفت معالمها الأصلية نتيجة لتجديدها في العهد الروماني. ومع ذلك يستطيع الزائر أن يتعرف على الساحة الرئيسية وهي ساحة السوق AGORA ومجلس شورى المدينة ومدفن الملك باتوس الذي ينسب اليه تأسيس المدينة.